لا أخفي عشقي الشديد للعبة كرة القدم، لعبة الجماهير الأولى حول العالم، يحزنني كثيراً ما وصلت إليه حال اللعبة عندنا بالكويت من ترد وانحدار بعدما كانت الكرة الكويتية في المقدمة! .
حب المناصب وجمعها في شخص واحد والتسلط والأنانية هي من ضمن أسباب تراجع هذه اللعبة إلى الخلف، وما زاد الأمور تعقيداً التفاف بعض المتطفلين على اللعبة ومرتزقتها على القوانين التي أقرها مجلس الأمة السابق وسعيهم إلى حشر أنف الاتحاد الدولي في الشأن المحلي في محاولة لإحراج الكويت أمام المجتمع الدولي، والسبب شوية صبيَان يحبون المناصب حباً جماً من دون أن يكون لبلدهم نصيب من هذا الحب الجنوني! لا يلام المرء إذا ما قلب الريموت كنترول باحثاً عن مباريات ممتعة على القنوات الخليجية ليشبع رغبته وهيامه في هذه اللعبة الجميلة! .
الوضع هنا أصبح ميؤوساً منه ولا يوجد بصيص أمل لعودة تلك الروح الحماسية للكرة الكويتية بعدما تدخل عوير وزوير في شؤونها، وهم الذين لا يفقهون في هذه اللعبة شيئاً سوى الترزز عند الفوز وعند الهزيمة فهم أول من يختفي من المنصة! .
* * *
الوضع الرياضي ليس في حاجة إلى لجان إصلاح، كما تسمى، وإنما بحاجة إلى وزير شؤون فاعل وقوي لحل مشاكل الاتحاد الكويتي لكرة القدم ويتمتع باستقلالية تامة ولا يستمع إلى القيل والقال ويتخذ قرارات حازمة، بعيداً عن المجاملات، علل هذه اللعبة كثيرة وحوافزها قليلة جداً، فهل يلام اللاعب إذا ابتعد عن الكرة وقرر الاعتزال؟ لننظر حولنا وتحديداً باتجاه الأشقاء في دول مجلس التعاون، وكيف أنهم وصلوا باللعبة عندهم إلى مستويات عالية جداً بالحوافز المادية والعينية، وهذا ما كان له الأثر البالغ في نفوس اللاعبين وجعل معنوياتهم دوماً في العلالي، بينما الجماعة هنا يستكثرون على اللاعب، وإذا ذبحوا أنفسهم وصاروا كرماء فلن يتعدى كرمهم ال 50 ديناراً! .
والله عيب، لاعب يجتهد ويبذل أقصى ما عنده من أجل رفع اسم بلده، وبالتالي يأخذ 50 ديناراً هذا إن لم تتعرض هذه المكافأة إلى العراقيل بحجة عدم توافر الميزانية! هل تريدون من اللاعب أن يرتفع مستواه في ظل هذا الجو الكئيب والمحبط والخالي، حتى من كلمة طيبة أو ثناء على المجهود الذي يبذله وسط معوقات كثيرة ؟.
"نقلا عن صحيفة الرأي الكويتية"