الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن إستن بسنته وإهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد:
إخواني الافاضل
يسرنا أن نفتتح هذا الموضوع ، الذي هو عبارة عن وقفة كل أسبوع مع آية من كتاب الله تعالى نقوم بتدبرها والتمعن فيها والاستفادة من شرحات أهل العلم لها ،
وأسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بكتابه ويعيننا على تدبر آياته فهو سلوى للمحزونين و عظة للمتعظين و إنذار للعصاة والمجرمين وروح للأموات وحياة و تشويق لما عند الله الكريم من النعيم المقيم..
سنقف اليوم مع آية من كتاب الله استوقفتني ..
وحُق لمن قرأها أن يتوقف عندها ويتأملها غاية التأمل ..
يقول الله تعالى :
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ 42 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ
لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء 43
آية تهديد ووعيد
نعم إنها آية تهديد ووعيد ..ولكن ما أعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطرهم،
فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية
ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه
ولو بعد حين
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجلة عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ
والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل